top of page

وفاة الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم.. الموت في زمن الشتات

٢ أكتوبر ٢٠٢٤

وفاة الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم.. الموت في زمن الشتات



غيّب الموت الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم بأحد مستشفيات مدينة الشيخ زايد غرب العاصمة المصرية القاهرة، عن عمر يناهز 85 عاما، بعد صراع مع المرض، وكتب عدد من الأدباء والمثقفين السودانيين ينعونه بنصوص تدخل ضمن أدب الرثاء الذي يُعد من أقدم وأهم الأغراض الأدبية في تاريخ النصوص العربية، فهو فن أدبي يعبّر فيه الكاتب عن حزنه وألمه لفقدان شخص عزيز، مستذكرا مناقب المرثي وخصاله الحميدة.


ويبقى أدب الرثاء العربي شاهدا على عمق المشاعر الإنسانية وقدرة الكلمة على تخليد الذكرى، فهو ليس مجرد تعبير عن الحزن، بل هو احتفاء بالحياة وتأمل في معانيها العميقة، وكان الشاعر محمد المكي إبراهيم قد رثى نفسه بقصيدة كتبها قبل وفاته، وقال فيها:


قال عصفورُ قلبي:

سنرتحلُ الآنَ

عن هذه الدوحة المقفرة

سوف نترك أشلاء من قتلوا

وسلاسلَ من وقعوا في الإسارْ

سوف نتركُ فوجَ الصبايا

وأعشاشنا في ضواحي النهار

سوف نتركُ للبربر المنتصر

ما تبقى على ساحة المجزرة


الخواتيمُ والإسورة

والبخور اليساري والجثث المنذرة

للبرابرة الظافرين

سنتركُ أجداث أحبابنا

ومفاتيح أبوابنا

ثُفل قهوتنا

ومعالمنا الداثرة

للبرابرة الظافرين

نتنازل عن كل شيء

سوى هذه الدوحة المقفرة


إنني آخر الذاهبين

انشرُ الآن أجنحتي ذاهبا عن بلادي

وأشياء قلبي

وأبناء سربي

وقافيتي المزهرة

إنني ذاهب فاهنأوا أيها الظافرون

في الفراغ تجلجلُ حكمتكم

وتروجُ حوانيتكم

أنتمو العارفون

أنتمو – ليس غيركمُ – المؤمنون

فانظروا ما فعلتم بنا

وبأنفسكم

والإله الرحيم

إن صقرا عجوزا مليئا بحكمته

وغبارات أيامه يذهبُ

في نهايات أيامه يتغرب

عن حبه الأبدي

ويخرج من غابة الطلح

حيث تنوح القماري

ومن ربع عزة

حيث السعادة أغمق لونا

وأجمل


الجزيرة

المصدر:

bottom of page